من قصص الأباء و الأجداد إعداد / سامي بن عبدالله بن عبدالرحمن السنيد |
|
|||
الزوار [Hit Counter] |
|
|||
و طار المليون ...!
كان العم (أبو راشد سنيد بن عبدالرحمن السنيد) رحمه الله أمي لا يقراء و لا يكتب و كان يحب الدعابة و المقالب . و في ذات يوم كنت عنده في بيته القديم بحي العدامة بالدمام بعد صلاة العشاء أزوره برفقة العم (عبدالعزيز) . فقلت له يا عم كيف تعلم والدي و العم عبدالعزيز القراءة و الكتابة و أنت الأوسط في السن بينهم و لا تكتب ؟ فقال رحمه الله : و من قال هذا !!! فقلت : هذا الذي أعرف عنك ، و أنا أتعجب كيف تسير أعمالك و أشغالك اليوم خاصة الأمور البنكية دون أن تقراء أو تكتب !!! فقال : أنا أعرف الأرقام و توقيع الشيكات . قلت و أنا أخفي في نفسي أمراً: لكن يا عم توقيع من لا يعرف الكتابة غير دقيق و يكثر فيه الخطاء . قال : حتى اليوم البنك ما أشتكى و الأمور ماشية . فناولته قلم و ورقة بيضاء وقلت : خلني أشوف شكل توقيعك يا عم . و أشرت بأصبعي الى وسط الورقة ، فما كان من العم (سنيد) إلا أن وقع حيث أشرت اليه بأصبعي . بعدها ناولته ورقة بيضاء ثانية و أشرت الى أسفلها ، و قلت: وقع يا عم نفس التوقيع لأرى التشابه بين التوقيعين !!! فوقع العم (سنيد) حيث أشرت اليه و من ثم أنصرف الى داخل البيت ليطلب من أحد أبناءه إحضار الشاي و العشاء لنا . خلالها أخذت أنا الورقة الأخيرة وكتبت التالي: أقر أنا (سنيد بن عبدالرحمن السنيد) بأنني أدين لأبن أخي (سامي بن عبدالله السنيد) بمبلغ مليون ريال قابلة للسداد عند مطالبته بها ، و قد أذنت لأخي (عبدالعزيز) بالشهادة عليها ، حررت هذه المديونية من نسختين ، و هذا توقيعي عليها . و عند عودة العم (سنيد) الى المجلس ، قلت للعم (عبدالعزيز): يا عم أنت شاهد على هذه الورقة أنها بتوقيع العم (سنيد) !!! فقال: نعم !!! و ضحك .... فقلت: دعني أقراء الورقة على العم (سنيد)....! فبعد أن قرأتها تغير وجه العم (سنيد) بين التعجب و الإستنكار و حاول سحب الورقة مني و لكن دون جدوى ...! و حضر الشاي و لكن العم (سنيد) كان مشغولا بتلك الورقة !!! عندها ناولته الورقة و العم (عبدالعزيز) ماسكاً نفسه عن الضحك !!! تبسم العم (سنيد) و شربنا الشاي و نحن نضحك من المقلب الخفيف ، و عندما أنتهت الزيارة و أردت و العم (عبدالعزيز) الخروج ، قلت للعم (سنيد): يا عم موضوع المليون ملزم لك لأنه عندي الورقة الثانية ....! و لكن المرة هذي سامحتك فيها !!!! و ناولته الورقة الثانية بتوقيعه عليها وكان قد نسييها ، فما كان منه رحمه الله الا أن أسرع بأخذها و قال و هو يضحك: رح يا .....!!! رحم الله العم (سنيد) رحمة واسعة .....
|
||||
جميع الحقوق محفوظة © ، أضغط هنا للإطلاع على إتفاقية إستخدام الموقع |