مقالات و كتابات مختارة إعداد / اللجنة النسائية |
(السنيد.نت) لا تدعي ملكية المقالات او الكتابات الواردة في هذه الصفحة .... |
|||
الزوار [Hit Counter] |
|
|||
قابلته ذات يوم .. كان رجلاً مكسوا بالانكسار مهزوم بكل المعاني الفضفاضة لهذه المفردة بحيث يصعب تحديدها بالمعنى بالمطلق .....كان حزنه يوحي لي بأنه قد اقترب كثيرا من مقبرة النهاية ... لحظتها فقط خيل إلي انه قد بات ثم أصبح بقايا لوصف ذلك الإنسان ..لذلك قررت وبكل شهامة الرجال أن أقف إلى جواره من خلال دعم ومساندة على المستوى الإنساني والنفسي..كان ما كان ... ومضت سنة ... تلتها سنوات أخر ... وها نحن على مشارف السنة السادسة , طوال هذه السنوات وهو لا يكف عن الكلام معبرا عن كمية الاتهامات والاضطهاد التي وجهت له . وعن مصابه الجلل لسنوات من القهر عاشها بكل معاني الألم واصفا أساليب النهش للحمه من القريب قبل البعيد ... كنت أجيد فن الاستماع للتفاصيل الدقيقة التي تبهرني تارة وتثير تعاطفي تارة أخرى. العام الماضي تحديداً كف صاحبنا عن تراجيدية البكاء من باب التغير الطبيعي الذي طرأ عليه . ولا أكذب أن قلت بأن ذلك أسعدني كثيراً لأنني تصورت وفي لحظة اعتزاز وسمو دوري في ذلك الانجاز الذي حققته من خلال التحسن الذي بدأت شمسه تبزغ على سمات صاحبنا .. لكن هنالك أمراً آخر بدأ في الظهور على الأفق فلقد بدأ بالتغير علي شخصياً وبدأ في توجيه الاتهامات المبطنة !! وحينها فسرت ذلك بعد الاجتهاد أنه لا يتجاوز احد أمرين .. أنه اعتاد توجيه الاتهامات أو أنه يتصرف معي بميانة أكثر من إطار ملامح العلاقة .. ولكن وبمرور الوقت تأكدت من انه لا يوجد إلا تفسيراً ثالثاً كان غائباً بمبرر حسن النية ... وهو أن صاحبنا وحينما استرد قواه أسترد معها شيئاً أخر نعم إنها الرغبة في تغيير نظرته لنفسه ونظرة الآخرين له .. تلك النظرة التي يدفنها في بئر اليأس فيما لو استمرت علاقته معي , كان ينبغي أن يتوقف دوري معه .. ربما لفرط وفائي لم الحظ أن الوقت قد حان لأن ابتعد وخصوصا انه بات قادرا على الوقوف دون اتكاء على احد .. وكان لا بد لي من قبول ذلك بصدر رحب بل كان يجب أن أبادر أنا بذلك لمساعدته على الانسحاب من عالمي الخاص .. بدلاً من البقاء لدفعه إلى جلد الذات باستمرار لأنه باح لي في لحظات ضعف ما لا يمكن أن يبوح به لولا واقعه وظروفه القسرية السيئة في ذلك الوقت.. أدرك بحسي الإنساني أنه نادما كل الندم لأنه منحني تفاصيله الحياتية الدقيقة في لحظة انكسار إنها تلك التفاصيل المكتومة الخفية لذلك فهو يصاب بالذعر أمامي لأنه لا يستطيع أن يرى نفسه إلا ذلك الرجل الكسير البائس الضعيف .. أي الماضي الذي يجاهد في التهرب منه والذي أصبحت بفضل شهامتي جزء لا يتجزأ منه ... عاد صاحبنا بنوازع الناس الطبيعية يريد أن يتباهى أمام الآخرين ... يمارس كبريائه فينجح مع الجميع ويفشل معي لذلك فهو دوما ما يوجه كيل الاتهامات المجوفة لي لأنه باختصار يرفض مرآته التي يرى فيها نفسه بلا رتوش .. أنا بالطبع لا ألومه البتة .. لأنه على ما يبدو أن البشر دائما بحاجة إلى تجنب الماضي السيئ الذي يرفضونه جملة وتفصيل بحكم الغريزة لمركبات النقص . لا ألومه مطلقا لأنه بحاجة لأن ينسى لحظات كانت بالنسبة له كالكارثة الغير قابلة للتعايش , دوما ما أجد له المبررات لأنه بحاجة للاستراحة من كل شيء وخصوصا ما يذكره بتلك الحقبة الأليمة , حتى لو كان الهروب من علاقة كان يطلق عليها صداقه , فحتى الصداقة يجب أن يعاد تقييمها وفق هذه المعطيات .. ويعاد تصنيفها لتدرج تحت مسمى أخر إذا أصبحت لا تؤدي المعنى الحقيقي لها , وحين تكون مصدرا للعذاب لا للراحة لحظتها يجب أن تبتر ولصالح الطرفين يجب أن تؤد وتنتهي ... لذلك أتوسل أليك لا تخبرني عن أسرارك وتفاصيل حياتك ولا حتى نقاط ضعفك فقط أريد منك أن تسرف في إخباري عن انجازاتك وانتصاراتك وكل ماهو جميل في حياتك لا تجعل مني مدفنا لإسرارك المخيفة مهما كانت سذاجتها ... لأنني باختصار أريد أن احتفظ بك صديقاً والى الأبد
|
||||
جميع الحقوق محفوظة © ، أضغط هنا للإطلاع على إتفاقية إستخدام الموقع |